التعريف بصاحب النص:

ولدت حنان نجيب يوسف بيروتي في مدينة الزَرقاء بالأردن، كاتبة وأديبة أردنية، تكتب في القصّة القصيرة والمقالة، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد كتاب الإنترنت. حصلت على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية. من مؤلفاتها مجموعة قصصية بعنوان » الإشارة حمراء دائما « . صدرت عام 1993 فرح » وأخرى بعنوان . عام 2007 » مشروخ تحصلت على عدة جوائز منها جائزة ناجي نعمان الأدبيّّة العالمية وجائزة . الإبداع سنة 20

النص: أَسْرَى الشَّاشَاتِ

باتت السّهراتُ العائليّةُ يتخلّلُها بعضُ الأحاديثِ العابرةِ، الّتي يدور أغلبُها حول ما شَاهَدَ أو قَرَأَ ع ى النّت، ولا تَتِمُّ إ لا بتواصلِ الإمساك بالهاتف ليعودَ الصّمتُ ويتسلّل مجدّدا، والعيونُ مسلَّطةٌ ع ى الشّاشاتِ الصّغ رة للهواتف الذّكيّةِ، الّتي تقدِّمُ لك ما شئتَ من ألعابٍ إلكترونيَّةٍ واتّصالٍ على الشّبكة العنكبوتيّةِ ووسائل التّواصل الاجتماعيِّ، فتحسّ كأنّها نافذتك ع ى الحياة، وتنى وأنت تُحَدِّقُ بها لونَ السّماء وَطَ اءَ جدران البيت، ولمعةَ الحزن أوِ التماعَةَ الفرح في عيون من هم بقربك، لكأنّك بعيدٌ عنهم وغائبٌ رغم حضورك الجسديّ ؛ فَكُلٌّ غارقٌ في عالمه الملوّن قريبا وبعيدا عمّن حوله..
الهواتفُ الخلويّةُ الّتي بات وُجُودُهَا توأمًا للحياة المعاصرةِ، وباتت ضرورةً، وتحديثُها ومواكبةُ آخرَ المودي ات أو متابعةُ الخيارات تشكّل جُزءًا مُسْتَحْدَثًا وطفيليّا عنيدا من ميزانيّة الأسرةِ، بصرف النّظر عنِ المستوى الاجتماعيّ والقدرة الشّائيّة وأولويّاتِ الحياة الخاصّة لها، فكأنّها مسألةُ حياةٍ، لا بل مَوْضِعَ تفاخرٍ وسباقٍ وتنافسٍ وارتباط بقيمةِ الفرد وانفتاحه ومستواه الفكريّ وتعاطيه مع العصر.
زمنُ التّواصل شرع البابَ لمواسمَ منَ الجفاف العاطفيّ والتّصحّر أحيانا في العلاقات الاجتماعيّة وب ن أفرادِ الأسرةِ، وبخاصّة من قِبَل الأبناء الذين شكّلت لهم التّكنولوجيا جُدْرانا مصنّعةً منَ الأمان والاحتواءِ ؛ فلم يَعُدِ الوالدانِ المنْبَعَ الرَّئِيسَ للمنظومةِ ابنَها الصّغ ر بهاتفها الخلويّ كي يجلسَ » تَرْشُو « القيميَّةِ والمعرفيّةِ…كث را ما أشاهد أُمًّا هادئا منشغلا كي تنجزَ واجباتِها المنزليّةَ، أو تتمَّ حاجتها في صالون التّجميل أو حتّى تتابع مسلسلها المفضَّلَ، وينشأ الطّفل في سنواتِهِ الأولى مفتونا بالشّاشةِ الآسَِةِ السَّاحرَةِ، الّتي تَسرقه أضواؤُها وأصواتُها دون أن يعيَ أنّه أصبح أس رًا لها.
لَوِ اسْتَطَعْنَا حسابَ الفَ رَْةِ الزّمنيّةِ اليوميّةِ الّتي نقضيها في تَصَفُّحٍ سريعٍ لشاشات هواتفنا الذّكيّة ومواقع التّواصل الاجتماعيّ لأصابتنا صدمةٌ، ووصلت إلينا مرارةُ الإحساس بِهدَرْ الوقت، لكنّنا اعتدنا التّخفيفَ من هَوْلِ الصّدمةِ والتّقليل من أهمّيّةِ الأمرِ، باعتبار أنّ هذا التّصفّحَ سريعٌ ودُونَهُ نشعرُ بالوحدةِ، وأن الجميعَ » ؟ يقومون بذلك. فهلِ الانزواءُ ع ى الشّاشاتِ يمثّل هروبًا من الوَحْدَةِ أم أحدَ أسْبَابِهَا
171 حنان بيروتي- العربي- عدد 705 أوت – 2017 ص-

أسئلة الفهم:

– س: العناوين مفاتيح النصوص. ما الذي فهمته من عنوان هذا النص.
ج – اسرى حبستهم الشاشات عن العالم الخارجي و خلقت لهم عالما ينشرون من خلاله ما اكسبتهم الحياة الطبيعية من علوم و خبرات تعلموها خلالها و ليس العكس.
– س: في الماضي كانت احاديث الاسرة متنوعة غير انها في الوقت الحالي موضوعها واحد فما هو.
ج – حول ما يدور في النث.
– س: بما شبهت الكاتبة الالعاب الالكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي.
ج- كأنها نافدة تطل على الحياة.
– س: مواقع التواصل الاجتماعي تلهيك عن معرفة ما يدور حولك و بين افراد الاسرة حدد العبارة الدالبة على ذلك.
ج- و تنسى و انت تحدق بها لون السماء…وعمن حوله.
– س: ماذا اعتبرت الكاتبة الهواتف الخلوية.
ج- الهواتف الخلوية التي بات وجودها توأما للحيتة المعاصرة و باتت ضرورة.
– س: هل يكتفي الفرد بنوعية واحدة للهاتف الخلوي. برر اجابتك.
ج- تحرص فئة كبيرة على مجاراة الموضة في اقتناء الهواتف الحديثة. فتراهم يترقبون احدث اخباره يوما بعد يوم. يدققون بعناية في مواصفاته. يذهبون بعيدا في البحث عن ميزاته. فهو في نظرهم صاحب الكاريزما الفتاكة التي تستهويهم.
– س: بما يصاب المرء عندما يحاول حساب المدة الزمنية التي يقضيها على مواقع التواصل الاجتماعي خلف تلك الشاشات.
ج- بصدمة هدر الوقت.
– س: كيف يخفف عن نفسه من هول الصدمة.
ج- يمني نفسه بأن مواقع التواصل الاجتماعي تبدد الشعور بالوحدة.

شرح المفردات:

العابرة : من وقت لآخر
تحدق : تنظر
طفيليا : من يعتمد على غيره
المنظومة القيمية المعرفية : هي مجموعة من العناصر التي تتحد سويا في تركيب معين للوصول بالواقع المعاش الى وضع معين.
هول : صعوبة

الفكرة العامة :

- سيطرة شاشات الهواتف الذكية على حياة الافراد بالرغم مما تسببه من مشكلات لهم.
- مواقع التواصل الاجتماعي شاشات صماء تقتل العواطف الحقيقية و تسبب العزلة و الاكتئاب.

الافكار الاساسية :

- مواقع التواصل تسببت في انسحاب ملحوظ للانسان من التفاعل الاجتماعي نحو العزلة.
- التنافس الملحوظ في اقتناء احدث الهواتف الخلوية دون مراعاة الظروف الاجتماعية للاسرة.
- التكنولوجيا الحديثة شكلت ازمة الجفاف العاطفي بين أفراد الاسرة.
- هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على وقت الانسان.

المغزى العام من النص :

التكنولوجيا الرقمية سلاح ذو حدين.
الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضده.

أتذوّق النص:

س: إلى أي نوع أدبي ينتمي هذا النص؟
ج: ينتمي النص إلى فن المقال.
س: ما الأسلوب الغالب على النص؟ استشهد بأمثلة منه.
ج: غلب على النص الأسلوب الخبري كقول الكاتبة: “باتت السهرات العائلية يتخللها بعض الأحاديث العابرة”.
س: ما الأسلوب الموظف في العبارة التالية: “فهل الانزواء على الشاشات….. أسبابها” ؟
ج: هذا أسلوب إنشائي وهو استفهام غير حقيقي غرضه النفي.
------------------
س: وظفت الكاتبة محسنات بديعية زادت نصه جمالا ورونقا، استخرج ما أمكن منها.
ج: 1: الترادف: (سباق = تنافس/أمان = احتواء/ بعيد = غائب)
2: الجناس الناقص: (عمّا / عمّن)
3: الطباق المعنوي: (زمن التواصل شرع الباب لمواسم من الجفاف العاطفي) (غائب / حضوك = طباق الإيجاب)
--------------------- س: استخرجوا تشبيها من النص
ج: ..فتحس كأنها نافذتك على الحياة/ فكأنها مسألة حياة.
س: ما المعنى الذي ترمي إليه عبارة: “فكلّ غارق في عالمه الملون”؟ ج: هي كناية عن الانفصال عن العالم والغوص في الذات.
------------------------------
س: في التعبير الآتي استعارة حدد نوعها ثم اشرحها: “ليعود الصمت ويتسلل مجددا”.
أ/- أكتشف نمط النص وأبين خصائصه
ب/- ترابط جمل النص وانسجام معانيه
عد إلى الصفحة 37 وأجب عن المطلوب.